الهرمونات وجنون النبات !!
سمعنا عن جنون البشر وجنون البقر, ولكن لم يسمع الكثير منا عن جنون الشجر(1), الذي يعلمه المختصون في النبات منذ قرن من الزمان.
وعرف الأعشي جنون النبات منذ اكثر من ألف عام عندما قال :
فإذا جادت الدجى وضعوا القِدْ ح وجُن التلاع والآفاق
أي: كثر عشبها حتى صارت كأنها مجنونه , كما قال الراغب الاصفهاني(2).
وهذا الجنون النباتي رآه اليابانيون فجأة في نباتات حقول أرزهم عندما أصابها مرض الباكانا(Bakanae Disease )(3) فقد استيقظ اليابانيون يوماً في نهاية القرن التاسع عشر ليرو نباتات حقولهم المزروعة بالأرز (Rize ) قد جنت نباتاتها واستطالت بطريقة مفزعة وعجيبة , وبعد مدة أجهدها المرض فشحب لونها وأصبحت مصفرة ( Chlorotic ), ومن الاجهاد والمرض عقمت تلك النباتات وتنتج الحبوب.
وفي بداية القرن العشرين الميلادي أعلنت حالة الطوارىء في اليابان لانتشار هذا الجنون في كل الحقول , قال العوام إنه مس من الجن والشيطان , وغضب من الآلهة , وقال العالمون إنه مرض وداء , والله أنزل لكل داء دواء, ووضعوا برنامجا علمياً لمنع انتشار المرض , وبعد البحث والتحري العلمي الدقيق وجدوا أن هناك علاقة بين البادرات المجنونة وأحد الفطريات الخفية , عزلوا تلك الفطرة وفحصوها فإذا هي فطرة الجبريللا فيوجيكوريGibberella fujkuroi والمعروفة بيننا الآن بفطرة الفيوزاريوم مونيليفورم Fusarium monileformae.
حاصر العلماء المرض وأعلنو الحجر الصحي , وأجروا البحوث لمنع انتشارالمرض والقضاء عليه والوقاية منه.
ولكن ما علاقة جنون البادرات بالهرمونات ؟
هذا ما سوف نميط اللثام عنه في السطور القادمة بإذن الله , فقد وجد الباحثون أن فطرة الفيوزاريوم تنتج نوعاً من الهرمونات النباتية يؤدي إلى جنون البادرات
(Foolish seedlings Disease), وهلاك النبات, من هنا كان من الواجب علينا أن نوضح لكم جانباً من جوانب الهرمونات النباتية وتأثيراتها الحيوية الخفية, خاصة أننا بتنا نسمع عنها كل يوم في وسائل الاعلام التي تحذرنا من النباتات المعاملة هرمونياً, خوفاً علينا من المرض والسرطان .
وإذا كانت تلك المعلومات معلومة من نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين , فلماذا خفيت عن كثير من أبناء المسلمين حتى الآن؟
ولماذا لم نتنبه نحن المسلمين لهذه الظواهر الحيوية في حياتنا اليومية , ونحن نلاحظ جزءً من هذا الجنون على بادرات الحلبة Trigonella foenum, وبذرة الفول Vicia faba التي نزرعها في الأماكن المظلمة في منازلنا ومدارسنا ؟
كل هذه الظواهر تمر علينا مر الجان الخفي , لأننا لم نتعلم التعلم الناقد المبدع المتفكر (في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ) كما أمرنا الله.
الهرمونات التي نعنيها هي الهرمونات النباتية التي نرى تأثيراتها الخفية عندما يتجه الساق (Stem ) نحو الضوء , والجذر (Root) نحو الماء والأرض.
فما هي الآليات , والنعم الهرمونية التي أنعم الله بها على تلك الكائنات النباتية حتى تسلك تلك المسالك العجيبة والغريبة والمعجزة ؟!.
المعلوم علمياً أن معظم الظواهر والاستجابات النباتية تؤدي إليها مجموعة من المركبات العضوية النباتية التي تنتج بكميات ضئيلة جداً, ويظهر تأثيرها بعيداً عن مراكز تكوينها, وتسمى هذه المركبات بالهرمونات النباتية الطبيعيةNatural Plant Hormones.
وبالدراسة والبحث قسم العلماء الهرمونات النباتية تبعاً لفعلها الحيوي إلى :
- هرمونات منشطة للنمو أو المنشطات ( Activators ).
- وهرمونات مثبطة للنمو أو المثبطات ( Inhibitors ).
وتوضع تلك المنشطات والمثبطات في قسم واحد يسمى بمنظمات النمو (Growth regulators ) أو المنظمات ( Regulators ).
والآن توجد منظمات النمو الطبيعية ( Natural growth regulators ) وهي المنظمات التي تنتجها النباتات طبيعياً , ومنظمات النمو الصناعية ( Artificial growth regulators ) والتي أمكن تصنيعها لتعطي نفس التاثير الحيوي الذي تؤديه منظمات النمو الطبيعية.
وتقسم منشطات النمو النباتية تبعاً لتركيبها الكيميائي وفعلها الحيوي إلى :
1. الأوكسينات Auxins
2. الجبريللينات Gibberellins
3. السيتوكينينات Cytokinins
4. الإيثيلين Ethylene
وتقسم مثبطات النمو النباتية تبعاً لتركيبها الكيميائي وفعلها الحيوي أيضاً إلى:
1. حامض التسقيط Abscisic acid
2. الفينولات Phenols
1- الأوكسينات ( Auxins ) :
وهي تنتج من القمم النامية للنبات , وتؤدي إلى زيادة نمو الساق في الطول , وزيادة لدونة Plasticityومرونة (Elasticity ) خلايا النبات , مما يؤدي إلى استطالتها عندما تتدفق فيها السوائل الداخلية تماماً كما يحدث للبالونه مرنة الجدار Elasticwall عندما ينفخ فيها الهواء , ولكن لدونة جدار الخلية يمنع عودتها إلى سيرتها الأولىا , عكس ما يحدث عند تفريغ البالونه من الهواء مرنة الجدار.
وإذا نظرت إلى حقل نبات دوار الشمس تلاحظ عجبا, إن كل قمم سيقان النباتات تتجه ناحية الشروق وضوء الشمس, وظن الجهلاء أنها تعبد الشمس فسموها بعباد الشمس, ولكن الحقيقة أن الشمس تؤثر على كمية الأوكسينات في الناحية المضاءة بتقليلها, فيقل نمو هذه الناحية من الساق, ويزداد نمو الناحية المقابلة, فتكون المحصلة هذا الاتجاه المعهود للنبات ناحية الضوء.
والأكسينات تؤدي إلى زيادة معدل انقسام الخلايا النباتية , مع زيادة في محتواها من الحامض النووي DNA والبروتين , و زيادة في تدفق السوائل إلى داخل الخلية, فيزداد ضغط امتلائها .
ويشجع الأكسين نمو الجذور العرضية( Adventitious roots) على العقد الساقية (Stem nodes ) القريبة من الأرض, وتستغل هذه الخاصية في زراعة بعض النباتات بالعقل الساقية ( Inter nodes stem).
والمعاملة بالأكسين تطيل العمر الخضري للنبات , وتمنع تكوين الأزهار , وتستغل هذه الخاصية في إنتاج المحاصيل الورقية والخضروات .
وتعامل بعض النباتات بالأكسينات لإنتاج ثمار خالية من البذور (Seedless frutes Parthenocarpy ), ومنع ظهور البراعم على درنات البطاطس المخزنة في الثلاجات
( منحنى يبين أن تركيز الأكسين الذي ينشط نمو السيقان يثبط نمو الجذور )
2- أما الجبريللينات (Gibberellins) : فهي مجموعة من الهرمونات النباتية التي تنتجها الأوراق النباتية الحديثة والقمم النامية في الجذور والسيقان, وتنتجها فطرة الفيوزاريوم Fusarium monileformae بكميات كبيرة نسبياً , وتتميز هذه المركبات باحتوائها على هيكل جيباني( Gibbane skeleton) لحمض الجبريلليك ( Gibberelic acid ) .
( حمض الجبريلليك والهيكل الجيباني ) (نمو فطرة الفيوزاريوم على وسط غذائي صناعي)
وتؤدي الجبريللينيات والمعاملة بها إلى استطالة الخلايا النباتية, وتكوين الثمار اللابذرية , وهي تتغلب على تقزم السيقان النباتية الوراثي , وتؤدي إلى استطالة جنونية للسيقان النباتية , وتزيد من إنتاج الأفرع الجانبية وخاصة الزهرية مما يزيد من عدد الأزهار والثمار فيزداد الإنتاج .
كما أن معاملة نبات العنب بالجبريللينات يؤدي إلى كبر حجم حبات العنب وعددها وتعملق عناقيد العنب , كما تؤدي إلى استطالة سلاميات(Inter nodes (سيقان نبات قصب السكر Saccarium officinarium مما يسهل مصه وعصره .
وهناك مجموعة السيتوكينينات ( Cytokinins ) وهي مجموعة من الهرمونات النباتية تحتوي على مركب الكينيتين (kinetine ) , وهي تنتج في المناطق المرستيمية (Meristimic ) الغضة في النبات, ومتوفرة في الجذور والأوراق حديثة العمر والثمار النامية , وتؤدي السيتوكينينات إلى زيادة انقسام الخلايا النباتية عند خلطها بالأكسينات , مع زيادة ملحوظة في محتوى الحامض النووي DNA في الخلية , وهي تستخدم في كسر كمون البذور وإسراع انباتها , وفي انتاج ثمار بدون بذور, وتمنع شيخوخة الأوراق وسقوطها, وتؤدي إلى نمو البراعم والأغصان .
3- أما حامض التسقيط Abscic acid :
فيستخدم في تسقيط الأوراق من على نبات القطن Gossypium barbadense حتى يسهل جني ألياف القطن الخالية من أوراق النبات .
وقد استخدمت أمريكا بعض منظمات النمو لكشف الفييتناميين أثناء الحرب الفيتنامية بتسقيط أوراق النبات, وكشف المقاتلين, وقد أدى الافراط في استخدام هذه المواد في انتشار العديد من أمراض السرطان .
والهرمونات النباتية, وتخصصها الدقيق وفعلها الحيوي يدلل على أن كل شيء في هذا الكون منظم ومخلوق لغاية مقدرة, وأنه لامجال للصدفة والعشوائية في هذه المخلوقات, فمبيدات الأعشاب مركبات كيميائية هرمونية تخصصية ترش في حقل الأرز (Rize ) الكثيف فتقتل الدنيبه Euhinochloa crus وهي أحد النباتات العشبية التي تنمو في الحقل , وتترك نبات الأرز مع أن التشابه بين الدنيبه والأرز دقيق للغاية , ولايفرق بينهما بسهوله إلا الفلاح الخبير, والنباتي المتخصص , وهذا من أعجب العجائب, كيف يقتل الهرمون هذا النبات ويترك الآخر؟ وهذا مصداقاً لقول الله تعالى ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) طه 50 .
- لشرح هذه الآية الكريمة انظر كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات .
- ولزيادة التفصيل في موضوع الهرمونات النباتية عليك بكتاب الهرمونات النباتية والتطبيقات الزراعية – الشحات نصر أبوزيد , مكتبة مدبولي , القاهرة , وكتاب Plant Physiology لمؤلفيه Delvlin and Wiham وترجمته العربية- الناشر الدار العربية للنشر والتوزيع . وبعض كتب فسيولوجيا النبات التي تدرس في كليات العلوم والزراعة , فعيب على كل منا أن لانعلم عن هذه المركبات بعض المعرفة خاصة في ظل هذه الثورة العلمية النباتية , والثمار المعالجة , والنباتات والثمار العملاقة , والتجارة في كل شيء محلل ومحرم من دون ضوابط علمية وخلقية , كما يمكنك استخدام الهرمونات في زراعة العقل النباتية وإنتاج نباتات مفيدة.
وفي محلات بيع الأزهار العديد من النباتات الجذابة المعاملة بالهرمونات وبعد شرائها يدب فيها الوهن والضعف والذبول, فإذا كنت تعلم شيئاً عن هذه النباتات وتلك الهرمونات أمكنك تميز النبات المعامل الذي يحتاج إلى رعاية خاصة , والنبات الطبيعي الذي نستطيع التعامل معه بسهوله.
ــــــــــــــــــــ
(1)- في البحرين تزرع شجرة كونوكاربس Conocarpus sp. يسميها الناس الشجرة المجنونة لنموها الجنوني والسريع والمقاوم للظروف الجوية القاسية ماعدا قلة المياه.
(2)- مفردات ألفاظ القرآن , الراغب الاصفهاني ,دار القلم : دمشق(1979م) باب (جن).
(3)- الباكاني (Bakanae ) كلمة يابانية تعني الجنون (Foolish ) .
سمعنا عن جنون البشر وجنون البقر, ولكن لم يسمع الكثير منا عن جنون الشجر(1), الذي يعلمه المختصون في النبات منذ قرن من الزمان.
وعرف الأعشي جنون النبات منذ اكثر من ألف عام عندما قال :
فإذا جادت الدجى وضعوا القِدْ ح وجُن التلاع والآفاق
أي: كثر عشبها حتى صارت كأنها مجنونه , كما قال الراغب الاصفهاني(2).
وهذا الجنون النباتي رآه اليابانيون فجأة في نباتات حقول أرزهم عندما أصابها مرض الباكانا(Bakanae Disease )(3) فقد استيقظ اليابانيون يوماً في نهاية القرن التاسع عشر ليرو نباتات حقولهم المزروعة بالأرز (Rize ) قد جنت نباتاتها واستطالت بطريقة مفزعة وعجيبة , وبعد مدة أجهدها المرض فشحب لونها وأصبحت مصفرة ( Chlorotic ), ومن الاجهاد والمرض عقمت تلك النباتات وتنتج الحبوب.
وفي بداية القرن العشرين الميلادي أعلنت حالة الطوارىء في اليابان لانتشار هذا الجنون في كل الحقول , قال العوام إنه مس من الجن والشيطان , وغضب من الآلهة , وقال العالمون إنه مرض وداء , والله أنزل لكل داء دواء, ووضعوا برنامجا علمياً لمنع انتشار المرض , وبعد البحث والتحري العلمي الدقيق وجدوا أن هناك علاقة بين البادرات المجنونة وأحد الفطريات الخفية , عزلوا تلك الفطرة وفحصوها فإذا هي فطرة الجبريللا فيوجيكوريGibberella fujkuroi والمعروفة بيننا الآن بفطرة الفيوزاريوم مونيليفورم Fusarium monileformae.
حاصر العلماء المرض وأعلنو الحجر الصحي , وأجروا البحوث لمنع انتشارالمرض والقضاء عليه والوقاية منه.
ولكن ما علاقة جنون البادرات بالهرمونات ؟
هذا ما سوف نميط اللثام عنه في السطور القادمة بإذن الله , فقد وجد الباحثون أن فطرة الفيوزاريوم تنتج نوعاً من الهرمونات النباتية يؤدي إلى جنون البادرات
(Foolish seedlings Disease), وهلاك النبات, من هنا كان من الواجب علينا أن نوضح لكم جانباً من جوانب الهرمونات النباتية وتأثيراتها الحيوية الخفية, خاصة أننا بتنا نسمع عنها كل يوم في وسائل الاعلام التي تحذرنا من النباتات المعاملة هرمونياً, خوفاً علينا من المرض والسرطان .
وإذا كانت تلك المعلومات معلومة من نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين , فلماذا خفيت عن كثير من أبناء المسلمين حتى الآن؟
ولماذا لم نتنبه نحن المسلمين لهذه الظواهر الحيوية في حياتنا اليومية , ونحن نلاحظ جزءً من هذا الجنون على بادرات الحلبة Trigonella foenum, وبذرة الفول Vicia faba التي نزرعها في الأماكن المظلمة في منازلنا ومدارسنا ؟
كل هذه الظواهر تمر علينا مر الجان الخفي , لأننا لم نتعلم التعلم الناقد المبدع المتفكر (في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ) كما أمرنا الله.
الهرمونات التي نعنيها هي الهرمونات النباتية التي نرى تأثيراتها الخفية عندما يتجه الساق (Stem ) نحو الضوء , والجذر (Root) نحو الماء والأرض.
فما هي الآليات , والنعم الهرمونية التي أنعم الله بها على تلك الكائنات النباتية حتى تسلك تلك المسالك العجيبة والغريبة والمعجزة ؟!.
المعلوم علمياً أن معظم الظواهر والاستجابات النباتية تؤدي إليها مجموعة من المركبات العضوية النباتية التي تنتج بكميات ضئيلة جداً, ويظهر تأثيرها بعيداً عن مراكز تكوينها, وتسمى هذه المركبات بالهرمونات النباتية الطبيعيةNatural Plant Hormones.
وبالدراسة والبحث قسم العلماء الهرمونات النباتية تبعاً لفعلها الحيوي إلى :
- هرمونات منشطة للنمو أو المنشطات ( Activators ).
- وهرمونات مثبطة للنمو أو المثبطات ( Inhibitors ).
وتوضع تلك المنشطات والمثبطات في قسم واحد يسمى بمنظمات النمو (Growth regulators ) أو المنظمات ( Regulators ).
والآن توجد منظمات النمو الطبيعية ( Natural growth regulators ) وهي المنظمات التي تنتجها النباتات طبيعياً , ومنظمات النمو الصناعية ( Artificial growth regulators ) والتي أمكن تصنيعها لتعطي نفس التاثير الحيوي الذي تؤديه منظمات النمو الطبيعية.
وتقسم منشطات النمو النباتية تبعاً لتركيبها الكيميائي وفعلها الحيوي إلى :
1. الأوكسينات Auxins
2. الجبريللينات Gibberellins
3. السيتوكينينات Cytokinins
4. الإيثيلين Ethylene
وتقسم مثبطات النمو النباتية تبعاً لتركيبها الكيميائي وفعلها الحيوي أيضاً إلى:
1. حامض التسقيط Abscisic acid
2. الفينولات Phenols
1- الأوكسينات ( Auxins ) :
وهي تنتج من القمم النامية للنبات , وتؤدي إلى زيادة نمو الساق في الطول , وزيادة لدونة Plasticityومرونة (Elasticity ) خلايا النبات , مما يؤدي إلى استطالتها عندما تتدفق فيها السوائل الداخلية تماماً كما يحدث للبالونه مرنة الجدار Elasticwall عندما ينفخ فيها الهواء , ولكن لدونة جدار الخلية يمنع عودتها إلى سيرتها الأولىا , عكس ما يحدث عند تفريغ البالونه من الهواء مرنة الجدار.
وإذا نظرت إلى حقل نبات دوار الشمس تلاحظ عجبا, إن كل قمم سيقان النباتات تتجه ناحية الشروق وضوء الشمس, وظن الجهلاء أنها تعبد الشمس فسموها بعباد الشمس, ولكن الحقيقة أن الشمس تؤثر على كمية الأوكسينات في الناحية المضاءة بتقليلها, فيقل نمو هذه الناحية من الساق, ويزداد نمو الناحية المقابلة, فتكون المحصلة هذا الاتجاه المعهود للنبات ناحية الضوء.
والأكسينات تؤدي إلى زيادة معدل انقسام الخلايا النباتية , مع زيادة في محتواها من الحامض النووي DNA والبروتين , و زيادة في تدفق السوائل إلى داخل الخلية, فيزداد ضغط امتلائها .
ويشجع الأكسين نمو الجذور العرضية( Adventitious roots) على العقد الساقية (Stem nodes ) القريبة من الأرض, وتستغل هذه الخاصية في زراعة بعض النباتات بالعقل الساقية ( Inter nodes stem).
والمعاملة بالأكسين تطيل العمر الخضري للنبات , وتمنع تكوين الأزهار , وتستغل هذه الخاصية في إنتاج المحاصيل الورقية والخضروات .
وتعامل بعض النباتات بالأكسينات لإنتاج ثمار خالية من البذور (Seedless frutes Parthenocarpy ), ومنع ظهور البراعم على درنات البطاطس المخزنة في الثلاجات
( منحنى يبين أن تركيز الأكسين الذي ينشط نمو السيقان يثبط نمو الجذور )
2- أما الجبريللينات (Gibberellins) : فهي مجموعة من الهرمونات النباتية التي تنتجها الأوراق النباتية الحديثة والقمم النامية في الجذور والسيقان, وتنتجها فطرة الفيوزاريوم Fusarium monileformae بكميات كبيرة نسبياً , وتتميز هذه المركبات باحتوائها على هيكل جيباني( Gibbane skeleton) لحمض الجبريلليك ( Gibberelic acid ) .
( حمض الجبريلليك والهيكل الجيباني ) (نمو فطرة الفيوزاريوم على وسط غذائي صناعي)
وتؤدي الجبريللينيات والمعاملة بها إلى استطالة الخلايا النباتية, وتكوين الثمار اللابذرية , وهي تتغلب على تقزم السيقان النباتية الوراثي , وتؤدي إلى استطالة جنونية للسيقان النباتية , وتزيد من إنتاج الأفرع الجانبية وخاصة الزهرية مما يزيد من عدد الأزهار والثمار فيزداد الإنتاج .
كما أن معاملة نبات العنب بالجبريللينات يؤدي إلى كبر حجم حبات العنب وعددها وتعملق عناقيد العنب , كما تؤدي إلى استطالة سلاميات(Inter nodes (سيقان نبات قصب السكر Saccarium officinarium مما يسهل مصه وعصره .
وهناك مجموعة السيتوكينينات ( Cytokinins ) وهي مجموعة من الهرمونات النباتية تحتوي على مركب الكينيتين (kinetine ) , وهي تنتج في المناطق المرستيمية (Meristimic ) الغضة في النبات, ومتوفرة في الجذور والأوراق حديثة العمر والثمار النامية , وتؤدي السيتوكينينات إلى زيادة انقسام الخلايا النباتية عند خلطها بالأكسينات , مع زيادة ملحوظة في محتوى الحامض النووي DNA في الخلية , وهي تستخدم في كسر كمون البذور وإسراع انباتها , وفي انتاج ثمار بدون بذور, وتمنع شيخوخة الأوراق وسقوطها, وتؤدي إلى نمو البراعم والأغصان .
3- أما حامض التسقيط Abscic acid :
فيستخدم في تسقيط الأوراق من على نبات القطن Gossypium barbadense حتى يسهل جني ألياف القطن الخالية من أوراق النبات .
وقد استخدمت أمريكا بعض منظمات النمو لكشف الفييتناميين أثناء الحرب الفيتنامية بتسقيط أوراق النبات, وكشف المقاتلين, وقد أدى الافراط في استخدام هذه المواد في انتشار العديد من أمراض السرطان .
والهرمونات النباتية, وتخصصها الدقيق وفعلها الحيوي يدلل على أن كل شيء في هذا الكون منظم ومخلوق لغاية مقدرة, وأنه لامجال للصدفة والعشوائية في هذه المخلوقات, فمبيدات الأعشاب مركبات كيميائية هرمونية تخصصية ترش في حقل الأرز (Rize ) الكثيف فتقتل الدنيبه Euhinochloa crus وهي أحد النباتات العشبية التي تنمو في الحقل , وتترك نبات الأرز مع أن التشابه بين الدنيبه والأرز دقيق للغاية , ولايفرق بينهما بسهوله إلا الفلاح الخبير, والنباتي المتخصص , وهذا من أعجب العجائب, كيف يقتل الهرمون هذا النبات ويترك الآخر؟ وهذا مصداقاً لقول الله تعالى ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) طه 50 .
- لشرح هذه الآية الكريمة انظر كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات .
- ولزيادة التفصيل في موضوع الهرمونات النباتية عليك بكتاب الهرمونات النباتية والتطبيقات الزراعية – الشحات نصر أبوزيد , مكتبة مدبولي , القاهرة , وكتاب Plant Physiology لمؤلفيه Delvlin and Wiham وترجمته العربية- الناشر الدار العربية للنشر والتوزيع . وبعض كتب فسيولوجيا النبات التي تدرس في كليات العلوم والزراعة , فعيب على كل منا أن لانعلم عن هذه المركبات بعض المعرفة خاصة في ظل هذه الثورة العلمية النباتية , والثمار المعالجة , والنباتات والثمار العملاقة , والتجارة في كل شيء محلل ومحرم من دون ضوابط علمية وخلقية , كما يمكنك استخدام الهرمونات في زراعة العقل النباتية وإنتاج نباتات مفيدة.
وفي محلات بيع الأزهار العديد من النباتات الجذابة المعاملة بالهرمونات وبعد شرائها يدب فيها الوهن والضعف والذبول, فإذا كنت تعلم شيئاً عن هذه النباتات وتلك الهرمونات أمكنك تميز النبات المعامل الذي يحتاج إلى رعاية خاصة , والنبات الطبيعي الذي نستطيع التعامل معه بسهوله.
ــــــــــــــــــــ
(1)- في البحرين تزرع شجرة كونوكاربس Conocarpus sp. يسميها الناس الشجرة المجنونة لنموها الجنوني والسريع والمقاوم للظروف الجوية القاسية ماعدا قلة المياه.
(2)- مفردات ألفاظ القرآن , الراغب الاصفهاني ,دار القلم : دمشق(1979م) باب (جن).
(3)- الباكاني (Bakanae ) كلمة يابانية تعني الجنون (Foolish ) .
الأحد يونيو 01, 2014 5:06 am من طرف نورة سماحة
» حرب التتار سجل الان مجاني
الأربعاء مايو 14, 2014 3:44 pm من طرف نادر الحديد
» هل من مرحب بالعضو الجديد
السبت مايو 10, 2014 4:19 am من طرف HABELMOLOK
» نادر حسام الحديد
الأحد أبريل 27, 2014 7:07 am من طرف نادر الحديد
» حرب التتار سجل الان مجاني
الأربعاء أبريل 23, 2014 4:12 am من طرف نادر الحديد
» حرب التتار سجل الان مجاني
الخميس أبريل 17, 2014 4:54 pm من طرف نادر الحديد
» حرب التتار - حرب التتار
الإثنين أبريل 14, 2014 10:18 am من طرف نادر الحديد
» حرب التتار - ابطال حرب التتار
الجمعة أبريل 11, 2014 6:49 pm من طرف نادر الحديد
» حرب التتار - ابطال حرب التتار
الجمعة أبريل 11, 2014 9:39 am من طرف نادر الحديد
» حرب التتار - ابطال حرب التتار
الجمعة أبريل 11, 2014 9:03 am من طرف نادر الحديد